أفاد تقرير نشره موقع China Daily بأن مشروعًا صينيا في مجال تكنولوجيا الثروة الحيوانية بموريتانيا حاز اعترافًا دوليًا باعتباره أحد أفضل المبادرات العالمية للحد من الفقر، وذلك خلال الندوة الدولية للشراكات العالمية للحد من الفقر لعام 2025 التي عُقدت في بكين في 10 ديسمبر الجاري.
وأوضح التقرير أن الندوة نُظمت بشكل مشترك من قبل المركز الدولي للحد من الفقر في الصين وثلاث وكالات تابعة للأمم المتحدة، من بينها منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، مؤكدة أهمية التعاون الدولي في مكافحة الفقر المستدام.
وأكد الموقع أن هذا الإنجاز يُعد العام الثاني على التوالي الذي يتم فيه اختيار مشروع من منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي ضمن الجولة السادسة من الدعوة العالمية لأفضل ممارسات الحد من الفقر.
وأشار التقرير إلى أن المشروع أُطلق عام 2017 على يد شركة زراعية مقرها نينغشيا ومتخصصة في تربية الأغنام ونقل التكنولوجيا الزراعية، قبل أن يتم إنشاء أول مركز دولي صيني لعرض تقنيات الثروة الحيوانية في موريتانيا عام 2020.
وأوضحَ التقرير أن موريتانيا، التي تغطي الصحراء الكبرى أكثر من 80% من أراضيها وتشكل الثروة الحيوانية نحو 80% من إنتاجها الزراعي، تعاني منذ سنوات من نقص حاد في الأعلاف.
وكشف الموقعُ أن المركز الصيني عمل على تكييف تقنيات تربية الماشية القادمة من نينغشيا مع الظروف المناخية القاسية، بما في ذلك الجفاف الشديد ومعدلات الأمطار السنوية التي تقل عن 200 مليمتر.
ولفت التقرير إلى أنه في نوفمبر 2018، شهد المشروع ولادة أول عجل هولشتاين باستخدام تقنية نقل الأجنة في موريتانيا، مشيرًا إلى أن المركز صمم حتى الآن ثمانية مسارات للتهجين لتحسين سلالات الأبقار الحلوب، ووزع 85 ثورًا محسّنًا وراثيًا في مختلف أنحاء البلاد.
ونقل الموقع عن فريق المشروع قوله إن الأبقار الهجينة من الجيل الثاني تنتج في المتوسط نحو 20 لترًا من الحليب يوميًا، أي ما يعادل سبعة أضعاف إنتاج الأبقار المحلية، ما ساهم في رفع الدخل اليومي لكل بقرة من أقل من دولارين إلى نحو 14 دولارًا.
وذكرَ التقرير أن المركز اختبر أكثر من 30 نوعًا من الأعلاف القادمة من الصين، وتم تحديد ثلاثة أصناف مقاومة للحرارة وعالية الإنتاجية للزراعة على نطاق واسع، من بينها نبات الجنكاو العملاق الذي يحقق إنتاجية أعلى بنحو 30% مقارنة بالأعلاف المحلية.
وخلص الموقع في ختام تقريره إلى أن ثمانية خبراء صينيين تم إيفادهم إلى موريتانيا لدعم المشروع، حيث قدموا برامج تدريبية استفاد منها نحو 1500 فني ومزارع وعامل في قطاع الثروة الحيوانية، في خطوة تعزز نقل المعرفة وبناء القدرات المحلية.
