قالت رئيسة المجلس الموريتاني لسيدات الأعمال فاطمة بنت الفيل إن تحقيق الاكتفاء الذاتي في البلاد يتطلب تعزيز دور القطاع الخاص وتنظيمه من قبل الدولة في مختلف مجالات الإنتاج الزراعي والصناعي، حتى يتمكن من أداء دوره الكامل في مواجهة التحديات والأزمات الاقتصادية التي يشهدها العالم.
وفي مقابلة مع "كادر"، أضافت بنت الفيل أن الاكتفاء الذاتي لن يتحقق دون تعاون حقيقي بين الدولة والقطاع الخاص، مشددة على أهمية تحفيز الاستثمارات في الزراعة والصناعة والقطاعات الإنتاجية الأخرى.
المرأة والتنمية
وأشارت بنت الفيل إلى أن حضور المرأة الموريتانية في القطاعات الإنتاجية، مثل الزراعة والصيد والتصنيع، ما زال محدودًا، رغم الجهود المتزايدة التي تبذلها النساء في السنوات الأخيرة.
ونبهت رئيسة المجلس الموريتاني لسيدات الأعمال إلى أن المرأة ما زالت تواجه تحديات كبيرة، من بينها ضعف رأس المال، وقلة التكوين، وصعوبة الولوج إلى التمويل والفرص الإنتاجية، مؤكدة أن المجلس الموريتاني لسيدات الأعمال يعمل على توجيه النساء نحو القطاعات الإنتاجية ودعمهن بالتكوين والتأهيل.
وأوضحت بنت الفيل أن المرأة الموريتانية كانت لسنوات محصورة في التعاونيات، أما اليوم، فبفضل السياسات الجديدة، بات بإمكانها دخول مجالات الزراعة والصناعة والخدمات بشكل مباشر، مشيرة إلى أن الحكومة ساهمت في هذا التحول من خلال قرارات داعمة لدمج النوع الاجتماعي في مختلف القطاعات.
سياسات حكومية داعمة
وأشادت بنت الفيل بقرارات مجلس الوزراء التي سمحت بإنشاء خلايا نوعية داخل الوزارات، خاصة في مجالات الزراعة والرقمنة والصيد، لدعم مشاركة النساء في هذه القطاعات.
وأردفت بنت الفيل أن هذه الخطوات، التي لم تكن موجودة في السابق، تمثل نقلة نوعية حقيقية في دعم النساء العاملات في المجال الاقتصادي، مؤكدة أن الدولة اليوم تعترف رسميًا بالاتحاديات النسائية وتدعم حضورها المؤسسي.
رؤية واستراتيجية واضحة
وذكرت رئيسة المجلس أن المجلس الموريتاني لسيدات الأعمال، الذي تأسس سنة 2017، يضم اليوم سيدات في مختلف المجالات: الزراعة، التنمية الحيوانية، الصيد، التصنيع، والخدمات.
وكشفت بنت الفيل عن وجود خطة استراتيجية للفترة 2025 – 2030 وبرامج سنوية تهدف إلى تكوين النساء وتمكينهن من فرص التمويل. موضحة أن المجلس يمتلك قاعدة بيانات محدثة عن الممولين، وينسق مع الدولة والبنوك والمؤسسات الدولية، مثل البنك الدولي، لضمان توجيه التمويلات للنساء الراغبات في الاستثمار.
تغيير العقليات
واختتمت رئيسة المجلس الموريتاني لسيدات الأعمال حديثها بالتأكيد على أن تمكين المرأة اقتصاديًا لا يعتمد فقط على التمويل والتكوين، بل يحتاج إلى تغيير في العقليات المجتمعية تجاه دور المرأة في التنمية، قائلة: "المرأة الموريتانية قادرة على أن تكون في المقدمة، لكنها تحتاج إلى بيئة مشجعة تؤمن بقدراتها وتفتح أمامها أبواب العمل والإنتاج".