قال رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني مساء اليوم، إن الخلاف في الرأي لا يبرر التخوين ولا القطيعة، داعيًا مختلف الأطراف السياسية والاجتماعية إلى التواصل والتفاهم خلال الحوار الوطني الجاري من أجل التوصل إلى رؤى وطنية مشتركة حول القضايا الكبرى التي تهم مستقبل البلاد.
وأوضح الغزواني خلال فعاليات مهرجان شعبي بمدينة النعمة، عاصمة ولاية الحوض الشرقي، أنه أجرى لقاءات مع قادة الأحزاب السياسية والمرشحين الرئاسيين السابقين، وكلف منسقًا عامًا للحوار الوطني للإشراف على مساره، مشيرًا إلى أنه تسلّم التقرير النهائي للمرحلة التمهيدية، ومتطلعًا إلى مشاركة جميع القوى الوطنية في هذا الحوار، بما يضمن إجماعًا وطنيًا يعزز اللحمة الاجتماعية ويقوي الجبهة الداخلية.
الوضع الاقتصادي
كما أكد رئيس الجمهورية أن الوضعية الاقتصادية للبلاد جيدة وتتحسن باستمرار، مبرزًا أن معدل النمو الاقتصادي السنوي خلال السنوات الأربع الماضية تجاوز 6%، بفضل السياسات التنموية التي تم تنفيذها في مختلف القطاعات.
الخدمات
وأشار الغزواني إلى أن الدولة قامت ببناء أربع محطات كهربائية، ومدّ آلاف الكيلومترات من خطوط الجهد العالي، واقتناء عشرات المولدات الكهربائية الكبيرة، ما ساهم في تحسين النفاذ إلى الكهرباء في عموم البلاد.
وفي قطاع التعليم، أوضح رئيس الجمهورية أنه تم بناء أكثر من 5000 فصل دراسي، ورفع الطاقة الاستيعابية للتعليم العالي إلى 50 ألف طالب بعد أن كانت 20 ألفًا فقط، إضافة إلى اكتتاب 16 ألف مدرس، وإنشاء عدة مؤسسات جديدة للتعليم العالي والتكوين المهني.
قطاع الصحة
كما استعرض رئيس الجمهورية الإنجازات في القطاع الصحي، مشيرًا إلى بناء وتجهيز 137 نقطة صحية، و14 مركزًا صحيًا، ومستشفيين جهويين، فضلًا عن مشاريع توسعة مركز الاستطباب الوطني واستكمال الأشغال في 40 مركزًا صحيًا و100 نقطة صحية جديدة.
التحديات
كما شدد رئيس الجمهورية على أن هناك نواقص وتحديات قائمة تعمل الحكومة يوميًا على تجاوزها، من بينها تحسين جودة الخدمات الأساسية في التعليم والصحة والماء والكهرباء، مؤكدًا أن ما تم إنجازه رغم أهميته ما زال غير كافٍ، وأن العمل متواصل على تعزيز القطاعات الإنتاجية واستغلال الموارد لزيادة القيمة المضافة وفرص العمل، وتطوير المسار الديمقراطي في البلاد.
اللاجئين
وأوضح الغزواني أن استقبال موريتانيا لعدد من اللاجئين القادمين من دول الجوار يشكل تحديًا إنسانيًا واقتصاديًا كبيرًا، خصوصًا على ولاية الحوض الشرقي التي تستقبل القسم الأكبر منهم، مؤكدًا أن هذا الوضع يتطلب قدرًا من التأني والواقعية في التعامل معه.
وقال رئيس الجمهورية: "إخواننا وجيراننا يعيشون ظروف حرب لها آثار سلبية، لكن لدينا معهم رصيدًا كبيرًا من الأخوة وحسن الجوار، وسنظل أوفياء لتلك الروابط الإنسانية والروحية التي تجمعنا."
الحوض الشرقي
وفي سياق حديثه عن التنمية المحلية، شدد الغزوانثي على أن تنمية ولاية الحوض الشرقي مهمة أساسية ودَين مستحق، مؤكدًا سعي الحكومة إلى أن تكون الولاية قطبًا تنمويًا مزدهرًا بجهود جميع أبنائها.
واستعرض رئيس الجمهورية بعض المشاريع الجارية ضمن البرنامج الوطني للتنمية المحلية في ولاية الحوض الشرقي، من بينها بناء 100 حجرة دراسية أساسية، و7 مراكز صحية، و43 نقطة صحية جديدة، وحفر وتجهيز 150 نقطة مياه، إضافة إلى تجهيز وبناء شبكات مائية لـ69 نقطة قائمة كانت غير مجهزة.
كما يشمل البرنامج تزويد 39 قرية بالكهرباء، واقتناء 4 مولدات كهربائية كبيرة، وبناء 9 سدود زراعية كبرى، وتشييد 800 حاجز مائي في مختلف مناطق الولاية.
