ألقت وزيرة التربية وإصلاح نظام التعليم هدى بنت باباه مساء اليوم خطابا بمناسبة افتتاح العام الدراسي الجديد، غدا الإثنين على عموم التراب الوطني.
وتصدر الخطاب حديث مستفيض عن المدرسة الجمهورية حيث قالت بنت باباه إن حلم المدرسة الجمهورية الجامعة، الذي شكل لعقود أملا لكل الموريتانيين ما كان ليتحقق لولا رؤية واهتمام رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني بقطاع التعليم، وإصراره على إصلاحه، بتوفير تعليم نوعي وشامل لجميع الأطفال الموريتانيين.
مرحلة جديدة:
وأضافت الوزيرة : إننا ندخل مرحلة مهمة من مراحل مشروع المدرسة الجمهورية، ونحن نخطو بثقة نحو استعادة المدرسة الابتدائية لمكانتها ودورها، كحضن جامع لكل الموريتانيين، بكل أعراقهم ومكوناتهم، ليجتمع أبناؤنا في الفصول نفسها، وتحت الأسقف نفسها، ويتلقون نفس البرامج والمقررات على نحو أكمل وأنجع وأشمل.
أولوية التعليم:
وتابعت بنت باباه : لقد كان الاهتمام بالتعليم وإصلاحه، في مقدمة أولويات رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، وقد أخذ هذا الاهتمام ملف التعليم بكل مكوناته وتفاصيله، حيث أعطى الغزواني توجيهاته السامية للحكومة بحشد الموارد الضرورية، وكان حريصا على المتابعة الدقيقة لتنفيذ خارطة طريق الإصلاح؛ مما مكن القطاع من إحراز حصيلة معتبرة في مجال جودة العرض المدرسي، وتوفير الخدمة التربوية بالكم والكيف المطلوبين.
حصيلة العمل:
وأشارت الوزيرة إلى أنَّ حصيلة عمل القطاع قد تمثلت في قفزات نوعية على مختلف المستويات شملت زيادةَ أعداد المعلمين الميدانيين من 9607 معلمين سنة 2019، إلى 17222 معلما، سنة 2023، وزيادة عدد الحجرات المدرسية بـ3698 حجرة دراسية ما بين أغسطس 2019 وأغسطس 2023؛ كما اقتنى القطاع ما يربو على 85 ألف طاولة؛وقفزت أعداد المدارس المستفيدة من الكفالات بنسبة 233%، ما بين سنتي 2019 و2024، أما أعداد التلاميذ المستفيدين من الكفالات المدرسية فارتفع بنسبة 284%، حيث انتقل من 63025 سنة 2019 إلى 242548 سنة 2024.
تحقيق المقاصد:
وشددت الوزيرة على أن تحقيق مقاصد المدرسة الجمهورية، وأهدافها الإصلاحية والتربوية يتطلب حتما اعتماد حكامة رشيدة، وامتلاك ناصية أدوات التسيير العصري الجيد القائم على المعيارية والشفافية والدقة، وفي هذا الإطار، فقد تمكن القطاع من تطبيق مقتضيات القانون التوجيهي للتعليم بإصدار أغلب النصوص المطبقة له؛
وأردفت الوزيرة أنه تم إنشاء اللجنة الوطنية للمناهج واستحداث نظام “سراج” لضبط المصادر البشرية والوسائل اللوجستية؛ وإصدار عدة نصوص لضبط تحويلات وترقيات المدرسين وإنشاء المعهد الوطني لترقية اللغات الوطنية واختيار مدرسيها وتكوينهم، وتحديد المناطق التي ستدرس فيها، وكتابة برامجها ليبدأ تدريسها تجريبيا مع مطلع العام الدراسي الحالي.
تشاركية في العمل:
نبهت الوزيرة إلى أنَّ العملية التربوية عملية تشاركية بامتياز، وأن الخطوات الجبارة التي قطعوها معا على درب الإصلاح تتطلب مزيدا من مضاعفة الجهود وتلاحم مكونات الأسرة التربوية وكل الشركاء في الحقل التعليمي مهما كانت مواقعهم للمحافظة على المكتسبات ورفع جملة التحديات التي تعترض سبيل مسيرة الإصلاح.
استراتيجة القطاع:
وأكدت بنت باباه أنه وانسجاما مع ما أعلن عنه الوزير الأول المختار ولد أجاي في السياسة العامة للحكومة أمام الجمعية الوطنية، ستستمر الحكومة في تعزيز وتكريس الإجراءات الكفيلة بتحقيق تعليم نوعي، منصف وشامل، وذلك من خلال الصرامة في التصدي لفوضوية الإنشاءات المتجددة الناتجة عن التقري العشوائي، واعتماد خريطة مدرسية معقلنة تراعي خصوصية بلادنا وفق أحدث المعايير؛ ومحاربة التسرب المدرسي والانقطاع المبكر بالتعاون مع شركائنا، بتوفير ظروف مساعدة وجاذبة للوسط المدرسي والاستمرار في تحسين العرض المدرسي؛
وأوضحت الوزيرة أن القطاع عاكف على إعداد سياسة وطنية للتكوين المستمر من أجل تحسين وتحيين خبرات المدرسين؛ وصيانة المنشآت والحفاظ على الأدوات واللوازم المدرسية ومكافحة التغيب واستحداث آليات لتحفيز الانتاجية والابداع؛
وأشارت الوزيرة إلى أن القطاع أعد وأنجز مجموعة برامج أفضت إلى تمكين أبناء الطبقات الهشة من الالتحاق بمؤسسات الامتياز. ومن تلك البرامج:برنامج “تكامل للتمييز الإيجابي بثانويات الامتياز”؛ وبرنامج “مواهب” لاكتشاف ورعاية المتميزين؛ وبرنامج “جسور” لتقديم دروس تقوية لصالح تلاميذ السنوات الإشهادية؛ وتصميم وإعداد وتسجيل دروس متلفزة وإتاحتها على وسائل التواصل الاجتماعي.
وشددت الوزيرة على أن بناء صرح المدرسة الجمهورية الذي ستتفيأ أجيالنا ظلاله وتستضيء بإشعاع علومه ومهاراته لن يكتمل إلا بإيمان زملائنا المدرسين بنبل رسالتهم ومواصلة ما دأبوا عليه من تضحية في سبيل ري ظمأ تلاميذنا وتلهفهم للنهل من معارف العصر وعلومه.
وختمت بالقول: لن يبلغ هذا الصرح تمامه إلا إذا كان أولياء التلاميذ ومختلف المهتمين والمتدخلين في حقل التعليم من نقابات وهيئات عينا ساهرة على أدق حيثيات العملية التربوية مناصرة ومتابعة وتقييما.