نوه المفوض السامي لمنظمة استثمار نهر السنغال، محمد ولد عبد الفتاح، بالدور الريادي للرئيس الدوري للمنظمة، محمد ولد الشيخ الغزواني، في دعم جهود المنظمة للحصول على تمويل خارجي، لا سيما من الصين، مؤكداً أن هذا الدعم تجلى بشكل واضح خلال منتدى الصين – إفريقيا.
وأشار المفوض إلى أن مساعي الغزواني ساعدت في إقناع الصينيين بتمويل المشاريع المقدمة من قبل المنظمة، وهو ما اعتبره دفعة قوية لمسيرة المنظمة التنموية في مجالات المياه والطاقة والملاحة.
تحديات التمويل والتغير المناخي
وأوضح ولد عبد الفتاح أن التمويل والتغيرات المناخية يمثلان أبرز التحديات أمام المنظمة، مشيراً إلى أن محفظة مشاريع المنظمة تبلغ حالياً 4 مليارات يورو، ويتم العمل على تنويع مصادر الدعم المالي، بما في ذلك التمويل الأخضر، حيث تم خلال الفترة الأخيرة تعبئة مئات الملايين من الدولارات لمشاريع قيد التنفيذ.
الالتزام المالي
المفوض السامي حذّر من مغبة عدم وفاء الدول الأعضاء بالتزاماتها المالية تجاه منشآت المنظمة، التي توفر خدمات الكهرباء والماء وتعمل بانتظام منذ تأسيسها.
وقال: "دون دفع الفواتير بانتظام، فإن هذه المنشآت ستكون عرضة للخطر".
حوار مستمر
وأكد أن تجربة المنظمة أثبتت أن الدول الأعضاء، متى ما جلست معًا حول طاولة واحدة، استطاعت التوصل إلى حلول لمشكلاتها، وهو ما يعكس أهمية الحوار كأداة أساسية للتعاون الإقليمي.
استراتيجية تعاون ثلاثية الأبعاد
وفي حديثه عن الأولويات المستقبلية، شدد ولد عبد الفتاح على ثلاث نقاط رئيسية لتعزيز التعاون: أولا، استغلال التغيرات المناخية كفرصة لتعبئة التمويل والابتكار؛ ثانيًا، الحفاظ على مستوى عالٍ من الحوار السياسي بين الأعضاء عبر مؤتمر الرؤساء؛ وثالثًا، إشراك الشباب من خلال مشاريع ملموسة، مذكّرا بأن 70% من سكان المنطقة هم تحت سن الثلاثين.
منتدى شبابي لتعزيز الابتكار
وقال ولد عبد الفتاح إن المنظمة أطلقت منتدى استثمار نهر السنغال في نسخته الأولى بدكار، ديسمبر الماضي، كمنصة مفتوحة للحوار والمبادرات، حيث تم استقبال أكثر من 300 مشروع من قبل مبتكرين ورواد أعمال وجمعيات محلية.
تحت تهديد التغيرات المناخية
وحول آثار التغير المناخي، أشار ولد عبد الفتاح إلى أن نهر السنغال لم يسلم من ظاهرة الفيضانات المتكررة والعنيفة، موضحاً أن العام الماضي شهد أقوى فيضان منذ خمسين عامًا، ما تسبب بخسائر كبيرة.
ولفت ولد عبد الفتاح إلى دور نظام الإنذار المبكر والتشغيل المنسق للسدود كعوامل ساعدت في الحد من الأضرار، مؤكداً أن التعاون بين دول الحوض مكّن من مواجهة الأزمة بشكل فعال على حد تعبيره.
توقعات بفيضانات جديدة
ورداً على سؤال عن احتمالات الفيضانات خلال الموسم القادم، أوضح ولد عبد الفتاح أن سدّي مانانتالي وجاما يعملان بأقصى طاقتهما للتخفيف من أثر الفيضانات.
وأضاف أن المياه المتجمعة في أعالي غينيا ومالي قد تتسبب في سيول باتجاه المناطق المنخفضة، مما قد يؤدي إلى فيضانات متوقعة.