قال رئيس حزب الإنصاف سيد أحمد ولد محمد إن موريتانيا لم تشهد التزاما قويا من أجل إرساء الحكامة الرشيدة كما تشهده الآن في حكم الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، بعد ما ترسخت القناعة بأنه لا تنمية مع استفحال هذه الظاهرة، وترسخها في الثقافة المجتمعية، مردفا أن ومن مظاهر سريان هذه الظاهرة، ومن خطورتها أيضا استسهال الاتهام بها، ليختلط الحابل بالنابل، والنزيه بالفاسد، وليكون الجميع في الهواء سواء.
جاء ذلك في خطاب لولد محمد اليوم السبت في حفل افتتاح ندوة للحزب حول الحكامة الرشيدة تستمر ليومين بقصر المؤتمرات ";المرابطون"; في نواكشوط.
مفهوم الحكامة الرشيدة:
وأوضح ولد محمد أن الحكامة الرشيدة، مجالٌ كبير وواسعٌ للتداول والتفكر منذ عقود، وهي إحدى القضايا التي سال حِيَالها حِبر كثير، تَنظيرا وتَبصيرا. وهي أسلوبٌ في تدبير الموارد الاقتصادية والاجتماعية من أجل التنمية.
السياق:
وأضاف ولد محمد: لقد قررنا في حزب ";الإنصاف"; تناول الحكامة في هذه الندوة، عاليةِ المستوى، في ظل الالتزام الثابت لرئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي ما فتئ يعبر عنه قولا وفعلا، وقد جدده مؤخرا خلال خطابه بمناسبة إعادة انتخابه، رئيسا للجمهورية.
الأحزاب وتبادل الأفكار:
وتابع ولد محمد: انطلاقا من قناعتنا أن الأحزاب السياسية هي الحواضن المناسبة لتداول الأفكار التي توجه العمل العام، وتشير إلى مكامن الخلل، وتشيد بأوجه النجاحات.
أبعاد الحكامة:
وشدد ولد محمد على إن الحكامة لا تعني فقط محاربةَ الرشوة وسوءَ التسيير، واستغلالَ النفوذ، والفسادِ الإداري والمالي، بل إن مفهوم الحكامةِ يتعدى كل هذه القضايا ليشمل كل ما من شأنه أن يعيق التدبير الأمثل للموارد الاقتصادية والاجتماعية من أجل التنمية، داعيا الجميع إلى توحيد الجهود من أجل إرساء وإشاعة ثقافة الحكامة الرشيدة
مواضيع الندوة:
وأوضح ولد محمد أن هذه الندوة ستتناول عدة موضوعات فرعية متعلقة بالموضوع الأصلي ";الحكامة الرشيدة: بين الالتزام الثابت للدولة والانخراط الصادق للنخب والمجتمع";. حيث سيتم التأصيل للموضوع عبر التطرق للجوانب الشرعية والاجتماعية.
ونبه ولد محمد أنَّ الندوة ستبرز دور الهيئات والمنظمات في إرساء الحكامة الرشيدة، كالمجتمع المدني والفاعلين السياسيين والاقتصاديين والصحافة وغير ذلك من القُوَى الحية في المجتمع، وكذلك الجوانب المؤسسية، والإطارين القانوني والتنظيمي لمكافحة الفساد في بلدنا بنظرة تحليلية ونقدية من أجل اقتراح الحلول المناسبة.
مكمن الخطر:
واستدرك ولد محمد أن مكمن الخطر، اليوم بمنتهى البساطة يمكن لأي أحد توجيه اتهام بالفساد لأيٍ كان، دون حاجة للدليل المادي، وهكذا يتحول الاتهام بالفساد إلى عبث، تتراماه الأطراف في صراعاتها الضيقة أو المحلية أو السياسية، لأنه لا شيء أخطر من وصم كل من يتولى الشأن العام بأنه فاسد، ولا شيء أخطر من الفساد ذاته، هذه الثنائية تحتاج تفكيكا عميقا، وناضجا، يمكن أخذه على محمل الجد.
توصية:
وختم ولد محمد بالقول: لقد حان الوقت أن نتخلى كأفرادٍ ومجموعاتٍ وأحزابٍ مواليةٍ ومعارضةٍ عن الممارساتِ السلبية من حميَّة قبلية وانتماءات ضيقة من شأنها تشجيع ممارسات الفساد والمحسوبية، لأنه وبكل صراحة، قد آن الوقت لبناء موريتانيا قوية ومتماسكة يشعر فيها الأفراد بالأمان على الحاضر، وبالثقة على المستقبل.