استعرض الصحفي الموريتاني المختص في قضايا الطاقة؛ محمد أكا، التحديات المرتبطة باستغلال مشروع الغاز المشترك بين موريتانيا والسنغال، معتبرا أن استغلال الثروات الطبيعية يطرح تحديات كبرى في بلد واحد، “فما بالك إذا كانت تلك الثروات على مستوى دولتين”.
وفي مقابلة مع موقع "كادر" يرى ولد أكا أن الخطوة التي سجلتها موريتانيا والسنغال مؤخرا، ببدء استغلال حقل السلحفاة أحميم الكبير؛ باستخراجٍ يصل 2.5 مليون طن سنويا هي خطوة مهمة، وترفع اسمي البلدين في مصاف الدول المصدرة للغاز إلى الأسواق العالمية.
حجم الإنتاج:
واستدرك ولد أكا أن الإنتاج وإن كان بكميات محدودة في البداية فلا يتجاوز 2.5 مليون طن سنويا، لكنه يمكن أن يصل خلال الأعوام القادمة إلى حوالي 10 مليون طن سنويا مع استكمال المرحلتين الأولى والثانية من تطوير الحقل.
وتابع ولد أكا أن هذا النجاح سيشجع الشركات الدولية على خوض تجارب مهمة لبداية استخراج الغاز من البلدين، حيث يمتلك كل منهما احتياطات معتبرة من الغاز، تصل مثلا في موريتانيا إلى حوالي 80 تريليون قدم مكعب.
فرص استثمارية:
ونوه إلى أن وجود الغاز المسجل باسم البلدين في الأسواق العالمية هو مؤشر مهم على قوة الشراكة بين البلدين "موريتانيا والسنغال" والمناخ الاستثماري الملائم والتكاليف المنخفضة إذا ما قورن بمصادر الغاز الأخرى خصوصا في الأسواق الأوروبية أو الأسواق البديلة.
ونبه ولد أكا إلى أن موريتانيا ترنو إلى تسجيل خطوات أخرى مهمة في مجال تزويد الأسواق الدولية بالغاز الطبيعي، وإنتاج الهيدروجين الأزرق من خلال استغلال الغاز وتوفير الغاز للصناعات المحلية.
استغلال العائدات:
وأردف الصحفي المختص في قضايا الطاقة؛ أن موريتانيا خلال الآونة الأخيرة طورت مخططاً لاستغلال عائدات الغاز في مشاريع استراتيجية وتنموية وبنيوية بالنسبة للاقتصاد الوطني، مثل اعتماد مشروع لإنشاء قرية صناعية للصناعات الغازية والبترولية ووضع مشاريع لاستغلال العائدات.
وذكر ولد أكا أن استغلال حصة موريتانيا من إنتاج هذه الحقول يشمل تطوير الصناعة المحلية خاصة الصناعة المعدنية، وتطوير إمكانيات معتبرة في مجال النقل، وتوجيه كم معتبر من هذه العائدات للاستثمار في المشاريع المتعلقة بالثروات المتجددة مثل الثروات السمكية والثروة الحيوانية والأراضي الزراعية.
ويتوقع الصحفي أنه مع بدء استغلال الغاز وتوفر عائدات مالية، ستكون هناك خطط وبرامج محددة لتوجيه هذه العائدات وبالتالي استغلال الحصص خاصة في المجالات الصناعية.
التحديات:
وحول التحديات المحتملة للإدارة المشتركة لمشروع الغاز، يرى ولد أكا أنه دائماً هناك تحديات كبرى تواجه استغلال الثروات الطبيعية -هذا إذا كان على مستوى بلد واحد فضلا عن كونه على مستوى دولتين منفصلتين- لكن المراحل المنقضية من المشروع تؤكد أن التعاون كان قوياً جداً بين البلدين وأن الإرادة كانت قوية والمشروع كان اسراتيجياً بالنسبة للدولتين وهو ما يطمئن على بقية المراحل القادمة من المشروع.
وأشار ولد أكا، إلى تجاوز البلدين مراحل صعبة من بينها إبان انتشار وباء كورونا والازدياد الكبير وتفاقم تكاليف التطوير ومرحلة تسرب أحد الآبار وهي مع مراحل مهمة تمكن الطرفان من تجاوزها والتنسيق لتجاوزها في المستقبل.
وتحدث ولد أكا عن تحديات أخرى خاصة في مجال الحوكمة وتوجيه عائدات الغاز إلى موارد متجددة لضمان استمراريتها ومساهمتها القوية في بناء الاقتصاد، كما أنه على الجانب البيئي هناك تحديات كبرى خاصة مع التوجه العالمي نحو مسار الطاقات المتجددة وبالتالي مكافحة استغلال الوقود الإحفوري لتأثيره السلبي على المناخ، خاصة أن حقل السلحفاة وحقول الغاز الموريتانية توجد بين محميتين طبيعيتين هما حوض آرگين ومحمية جاولينگ.
وشدد ولد أكا على ضرورة أن يكون استغلال هذه الاحتياطات وفقاً للمعايير البيئة العالمية من أجل ضمان أن لا يؤثر هذا الاستغلال على الثروة السمكية المتوفرة بكثرة في الشواطئ الموازية للحقول.