أصدرت رئاسة الجمهورية اليوم الاثنين مرسومًا بتعيين الفريق إبراهيم فال ولد الشيباني قائدًا لأركان الحرس الوطني، خلفًا للفريق محمد ولد لحريطاني، الذي شغل المنصب خلال العامين الماضيين، وغادره مساء الخميس الماضي ليتولى مهام المدير العام للأمن الوطني.
ويأتي هذا التعيين في إطار حركة جزئية داخل المؤسسة العسكرية شملت إعادة توزيع بعض المناصب العليا في الجيش والأجهزة الأمنية.
مسار مهني متدرج
يُعدّ الفريق إبراهيم فال ولد الشيباني من كبار الضباط الذين تدرجوا في مختلف مستويات القيادة العسكرية، متنقّلًا بين مواقع العمليات والاستخبارات والتكوين.
بدأ مساره المهني في المكتب الثاني بقيادة أركان الجيش الوطني، حيث تولّى مهام التحليل والصياغة، قبل أن يُعيَّن مديرًا للعمليات في قيادة الأركان الخاصة لرئيس الجمهورية.
كما تولّى لاحقًا قيادة المكتب الثالث (في الهيكلة القديمة للأركان العامة للجيوش)، المعني بالعمليات، ثم المكتب الثاني المكلّف بالاستخبارات والأمن العسكري.
شغل أيضًا منصب قائد المنطقة العسكرية الثانية شمال البلاد، التي تُدار من ازويرات، قبل أن يُعيَّن على رأس كلية الدفاع لمجموعة دول الساحل الخمس (G5 Sahel).
مسؤوليات في المجال الاستخباراتي والأمني
تولّى الفريق ولد الشيباني إدارة مديرية الأمن الخارجي والتوثيق، الجهاز المعني بالعلاقات الأمنية والاستخباراتية الخارجية، فارتبط اسمه بملفات التعاون الإقليمي في مجالات محاربة الإرهاب وتبادل المعلومات، وذلك ما بين ديسمبر 2023 وديسمبر 2024.
كما تولّى لاحقًا قيادة الأركان الخاصة لرئيس الجمهورية منذ ديسمبر 2024، وهي إدارة تُعنى بمتابعة الملفات العسكرية ذات الطابع السيادي، والتنسيق بين رئاسة الجمهورية والمؤسسة العسكرية، وتُعدّ بمثابة الهيئة الاستشارية العسكرية لرئيس الجمهورية.
ومن موقعه ذاك، كان الفريق ولد الشيباني ضمن الطاقم الرئاسي المقرّب، حيث يودّع رئيس الجمهورية ويستقبله في أسفاره الخارجية.
تكوين أكاديمي
يحمل القائد الجديد لأركان الحرس الوطني دكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة دكار، قدّم فيها أطروحة بعنوان "الحكامة الأمنية في إفريقيا".
وقد مكّنه هذا التكوين من المشاركة في برامج التعاون الأكاديمي والعسكري بين موريتانيا وشركائها في الساحل الإفريقي، كما مثّل البلاد في اجتماعات ومؤتمرات متخصصة في قضايا الأمن والتنمية.
الحرس الوطني: جهاز عريق
يُعدّ الحرس الوطني أحد أقدم الأجهزة النظامية في البلاد؛ إذ يعود تأسيسه إلى 30 مايو 1912، وهو النواة الأولى التي تطوّرت لاحقًا إلى القوات المسلحة الوطنية.
ويتولّى الجهاز مهامَّ متعددة من أبرزها تأمين المنشآت العمومية، ومؤازرة السلطات الإدارية في حفظ النظام، ومراقبة الحدود. كما يضطلع كذلك بمهام قتالية واستخباراتية في بعض المناطق الحساسة.
