"التكنولوجيا الخضراء".. تجربة صينية موريتانية ضد التصحر (ترجمة كادر)

"التكنولوجيا الخضراء".. تجربة صينية موريتانية ضد التصحر (ترجمة كادر)

خصصت وكالة شينخوا الصينية الرسمية تقريرا حول جهود الصداقة الصينية الموريتانية في تعزيز جهود موريتانيا في مجال البيئة.


وأكد التقرير أن حديقة التكنولوجيا الخضراء الصينية الأفريقية تُعد مشروعًا تجريبيًا رئيسيًا يدعم مبادرة السور الأخضر الكبير في إفريقيا، التي أُطلقت عام 2007 لإنشاء حاجز بيئي بطول 7000 كيلومتر عبر شمال إفريقيا ومنطقة الساحل لمكافحة التصحر.


وتستضيف موريتانيا، التي تتولى الرئاسة الدورية للمبادرة، أمانة السور الأخضر الكبير لعموم أفريقيا في نواكشوط، والتي تُنسق الجهود ذات الصلة.


ووقّعت وزارة البيئة الموريتانية، وممثلون عن جهات علمية وشركات صينية، في ديسمبر 2024، مذكرة تفاهم لتطوير 10,000 هكتار من الغابات المُخزنة للكربون.


وسيستخدم المشروع حديقة التكنولوجيا الخضراء الصينية الإفريقية كنموذج أولي لبناء نموذج موحد وقابل للتكرار والتكيف لإدارة الأراضي الإقليمية.

مزرعة بئر البركة:

واستعرض التقرير تجربة مزرعة وسط الرمال في قرية بئر البركة، بولاية اترارزة، غرب موريتانيا، مع استخدام الألواح الشمسية  لتوليد الكهرباء، وتشغيل مضخاتٍ لجلب المياه الجوفية إلى الحقول.


وقال تراد ميدو، المنسق المشارك لمشروع موريتانيا التجريبي التابع لحديقة الصين-إفريقيا للتكنولوجيا الخضراء: "هذا ليس مشروعاً قصير الأمد لتنسيق الحدائق، بل هو تحوّلٌ أخضرٌ مستدامٌ بحق".


وتؤكد تشو نا، عضوُ فريق أبحاث الصحراء التابع لمعهد شينجيانغ للبيئة والجغرافيا والعاملة على المشروع: "اخترنا الموقع القريب من العاصمة لتسهيل العرض الفني والتدريب والتوسع المستقبلي"، مؤكدة أن "التحديات البيئية والتنموية متشابكة بعمق .. وأن الفريق يأمل في استكشاف نموذج تنمية يتسم بقدرة عالية على التكيف والتوسع في ظل هذه الظروف الطبيعية".

الصحراء إلى خضراء:

ويؤكد التقرير أنه بفضل دعم الخبراء الصينيين وتطبيق التقنيات الصينية لمكافحة التصحر، بما في ذلك الري الذكي، وشبكات النايلون المثبتة للرمال، وضخ المياه بالطاقة الكهروضوئية، والزراعة القائمة على الرمل، وتحسين التربة، بدأت هذه الأراضي القاحلة تتحول تدريجيًا إلى اللون الأخضر.


وأضاف التقرير أن هذه التقنيات، المطبقة على نطاق واسع في شمال غرب الصين، قد عُدِّلت قبل "زرعها" عبر القارات لتتناسب مع الظروف المحلية الموريتانية.


وقد أكمل المشروع بالفعل الزراعة التجريبية للجزر والبنجر وفاصوليا المانغو ومحاصيل أخرى، ووصل بعضها إلى مراحل الحصاد وإعادة البذر، مما يُشكل الأساس لدورة بيئية فعّالة.

الأثر الاجتماعي:

وتؤكد الباحثة تشو أن الحديقة لا تركز على الفوائد البيئية فحسب، بل تركز أيضًا على الأثر الاجتماعي: "كان جميع العمال الفنيين خلال فترة البناء من الشباب المحليين، بعضهم من خريجي الجامعات. وقد قدّم الفريق الصيني تدريبًا منهجيًا، مما جعل عملية البناء بحد ذاتها تجربة تعليمية".


وشارك ثمانية عشر مواطنًا محليًا في مرحلة البناء، واختير ستة منهم لاحقًا للبقاء لإدارة العمليات اليومية في الحديقة.