أعدَّ موقع فرانس 24 ، تقريرا حول مدينة ولاتة التاريخية، وتاريخها الممتد وما بها من مخطوطات يتجاوز عمرها أكثر من 1000 عام.
وركز التقرير على حياة أحد أبناء المدينة المعروف بسيدي محمد الأمين سيديا، الذي وصف المدينة التي تعود إلى العصور الوسطى والواقعة في قلب الصحراء بأنها مدينة رائعة واستثنائية، ومع ذلك، يكافح هذا الكنز المعماري من أجل البقاء.
ويقول التقريرُ إنَّ المدينة تُلقب بـ"شاطئ الأبدية"، وهي واحدة من القصور الأربعة في موريتانيا إلى جانب قصورها المعاصرة شنقيط، وتيشيت، ووادان.
ويحكي التقرير أن المدينة وبفضل مواقعها الأساسية على طرق القوافل في الصحراء الكبرى، ازدهرت بعد تأسيسها بين القرنين الحادي عشر والثاني عشر، لتصبح مراكز مهمة للتعلم في الثقافة الإسلامية.
التصحر:
وتشتكي إحدى الساكنات في المنطقة من أن العديد من المنازل انهارت بسبب الأمطار.
ويؤكد سيديا، ممثل المؤسسة الوطنية للحفاظ على المدن القديمة في ولاتة أن المنازل أصبحت أطلالا لأن أصحابها تركوها، حيث عانت لعقود، من نزوح سكانها بحثًا عن فرص اقتصادية، مما جعل صيانة المباني التاريخية أمرًا صعبًا، إذ انخفض عدد سكانها بشكل ملحوظ: إلى نحو 2000 نسمة، حاليا بما في ذلك سكان المنطقة المحيطة.
ويؤكد التقرير أنه من بين 293 قطعة أرضية في البلدة القديمة، ما يزال حوالي مائة منها فقط مأهولة، وأن المشكلة الكبرى التي تواجههم هي التصحر.
ونبه التقرير إلى أن ظاهرة التصحر تؤثر على 80% من مساحة الأراضي الوطنية، بسبب "التغيرات المناخية وممارسات الاستغلال غير الملائمة"، حسب وزارة البيئة الموريتانية.
وثائق تاريخية:
وأشار التقرير إلى الإمام محمد بن باتي الإمام بمسجد المدينة وما يملكه من مخطوطات قديمة يعود تاريخها إلى العصور الوسطى، والتي توارثتها الأجيال في 16 مكتبة عائلية.
ويؤكد ولد باتي أن مجموعة العائلة تضم 223 مخطوطة، أقدمها يعود تاريخها إلى القرن الرابع عشر.
واستعرض ولد باتي ما أصاب بعض الوثائق نتيجة للمطر، بعد انهيار جزء من سقف الغرفة الصغيرة قبل ثماني سنوات أثناء موسم الأمطار.
وفي تسعينيات القرن العشرين، ساعد التعاون الإسباني في تمويل مكتبة تحتوي على أكثر من 2000 عمل تم ترميمها ورقمنتها.
وبسبب نقص التمويل، فإن الحفاظ على المخطوطات يعتمد على حسن نية بعض المتحمسين مثل بن باتي، الذي لا يعيش في ولاته طوال العام.
السياحة:
ووفقا للتقرير فإن عائدات السياحة لهذه المنطقة معدومة تقريبًا، ولا توجد في ولاته، التي تبعد ساعتين بالسيارة عن أقرب مدينة، أي نُزُل.
جهود الإنقاذ:
وفي مواجهة التقدم الصحراوي المستمر، تم غرس الأشجار حول المدينة في عام 1994، لكن هذه الأشجار لم تكن كافية.
ويتم تنظيم مهرجان المدن القديمة كل عام في إحدى المدن الأربع، مما يجعل من الممكن تمويل أعمال التجديد والاستثمار في التنمية من أجل تثبيت السكان فيها.