نشرت مجلة "أفريماج" تحليلا سياسيا بعنوان "موريتانيا، المحور الهادئ الجديد في منطقة الساحل"حول تنامي الدور الموريتاني في الأوضاع الإقليمية.
وأفاد التحليل بأنّ موريتانيا، تعمل اليوم على ترسيخ نفسها كلاعب متحفظ ولكنه أساسي في اللعبة الساحلية، عند ملتقى طرق الطاقة، والجبهات الأمنية، والطموحات الجيو اقتصادية للمغرب العربي وغرب أفريقيا كون موريتانيا أصبحت مركزا فعالاً، يفيدُ في احتواء الاضطرابات في منطقة الساحل.
وأضاف التحليل أنه في ظلّ انهيار الأمن في منطقة الساحل الأوسط، والتحول الاستراتيجي للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، تبدو نواكشوط الآن واحدة من الدول القليلة المستقرة، وسهلة الوصول، وذات الموقع الاستراتيجي في المنطقة.
المشاريع الكبرى:
ويؤكد التحليل أن المشاريع الهيكلية مثل خط أنابيب الغاز بين نيجيريا والمغرب، والمبادرة الأطلسية التي تقودها الرباط، أو حتى خطوط السكك الحديدية للتعدين وامتدادات شبكات الطاقة التابعة للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، كلها تتلاقى في هذه المنطقة الشاسعة (أكثر من مليون كيلومتر مربع)، والتي تربط الصحراء بشواطئ المحيط الأطلسي، مشددا على أنه بدون دعم نواكشوط، لا شيء يحدث من ذلك كله.
الحياد النشط:
ووفقا للتحليل، تُعزى مكانة موريتانيا المحورية اليوم أيضًا إلى دبلوماسيتها الحذرة والمدروسة، فهي ترفض الاختيار بين الكتل المتنافسة، وتنخرط في حوار مع الجميع، دون أن تتحالف مطلقًا مع أيٍّ منها، والتعاون الأمني قوي، لا سيما في مجالي ضبط تدفق المهاجرين وتبادل المعلومات الاستخباراتية.
أما بالنسبة للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، فهي لا تزال قوةً أساسيةً لاستقرار غرب أفريقيا، وموريتانيا، رغم كونها خارج المنظمة، تُعدّ منطقة عازلة محايدة، ويمكنها أن تُتيح فرصًا لدول الساحل غير الساحلية، دون القيود السياسية للتكامل المجتمعي.
إمكانات الطاقة:
ونبه التحليل إلى أن اكتشاف موارد الغاز البحرية على الحدود السنغالية الموريتانية GTA عزز النفوذ الاقتصادي لموريتانيا بشكل ملحوظ، ومن خلال الشراكة مع شركتي بي بي وكوزموس إنرجي، انضمت موريتانيا إلى قائمة أفضل منتجي الغاز الاستراتيجيين.
لكن إلى جانب الصادرات المباشرة، فإن قدرة موريتانيا على الاستقبال والعبور هي ما يجعلها جاذبة: محطات، ومحطات ضغط، ومراكز لوجستية، وتعتمد طموحات غرب أفريقيا في مجال الطاقة نحو أوروبا أو المغرب العربي جزئيًا على البنية التحتية الموريتانية.
الحليف الصامت:
ويرى التحليل أن القوى الإقليمية تسعى إلى تجنب ما وصفها بالمناطق غير المستقرة أو الأنظمة المعادية لبناء طرق بديلة إلى منطقة الساحل، ولذلك تتعاون مع موريتانيا.