ولد اليزيد: الصوم يعزز محاربة الفساد  

ولد اليزيد: الصوم يعزز محاربة الفساد  

قال أستاذ الفقه المالكي بجامعة المحظرة الشنقيطية الكبرى الدكتور إبراهيم ولد اليزيد إن للصيام أثرا في مكافحة الفساد، فهو ليس مجرد امتناع عن المفطرات، بل هو مدرسة متكاملة لتهذيب النفس وتقويم السلوك. غرس الأخلاق الفاضلة: وفي حديث خاص مع ";كادر"; تحدث ولد اليزيد عن مساهمة الصوم في تفعيل الرقابة الذاتية وفي تنمية الإرادة والعزيمة وفي غرس الأخلاق الفاضلة، وكيف تشكل هذه القيم حصنا منيعا أمام مختلف أشكال الفساد بمفهومه الشامل ماليا كان أو إداريا أو ما تعلق منه بالأخلاق والعادات والأعراف. تعزيز الرقابة الذاتية: وأضاف ولد اليزيد أن الصوم يعزز الرقابة الذاتية مصداقا لقوله تعالى ( إن الله كان عليكم رقيبا)، مشيرا إلى قول فتاة لأمها: ";إذا كان عمر لا يرانا فإن رب عمر يرانا";، وذلك حين طلبت منها خلط اللبن بالماء، حيث اختارها الفاروق لتكون أما لأحفاده فكانت أما لخامس الخلفاء الراشدين، عمر بن عبد العزيز. ترسيخ الوازع الديني: وشدد ولد اليزيد على أن الصوم يرسخ الوازع الديني، ويقوي الشعور بمراقبة الله عز وجل؛ رغبة في ثوابه ورهبة من عقابه، وهو بذلك يقيم رقيبا داخليا وضميرا حيا يحقق جودة الأداء ويقاوم دواعي الخيانة والفساد. تقوية الإرادة والعزيمة: وأكد ولد اليزيد أن الصوم يقوي الإرادة والعزيمة، إذ يمنح القدرة على التحكم في الميول والرغبات والصبر على مواجهة المطامع والإغراءات، فيبني إنسانا صلبا أمام الرشوة والمحسوبية والفساد. تنقية النفس: ونبه ولد اليزيد إلى أن الصوم ينقي النفس من الأخلاق الذميمة، والطمع والأنانية ويحليها بمكارم الأخلاق، كالصدق والأمانة والنزاهة، وهو بذلك يغرس منظومة قيم؛ تشمئز وتنفر من الانحراف والفساد، كما يرسخ قيم العدالة والمساواة، مصداقا لقول الله تعالى: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون). العدالة الاجتماعية: واختتم أستاذ الفقه المالكي بجامعة المحظرة الشنقيطية الكبرى، بأن الصوم يشعر الصائم بمعاناة الفقراء والمحتاجين، وهو بذلك ينتج ثقافة ووعيا ويدعو إلى تحقيق العدالة الاجتماعية وإلى بناء مجتمع ووطن خال من الظلم والفساد.