أعد موقع caliber، الأذري الاقتصادي الدولي تقريرا حول انضمام موريتانيا رسميًا إلى قائمة مُصدّري الغاز الطبيعي المسال مع إطلاق مشروع "السلحفاة الكبرى أحميم" (GTA) عام 2025.
وأكد الموقع أن هذه الخطوة تعد تطورا قد يُعيد رسم مكانة موريتانيا في صدارة الدول المصدرة للغاز الطبيعي المسال عالميًا، في وقتٍ تُعاد فيه التفاوض عالميًا بشأن سلاسل التوريد والمعايير التنظيمية والوصول إلى الأسواق.
وتابع الموقع: "هذا التحول لا يمثل إنجازًا اقتصاديًا فحسب، بل يضع موريتانيا كفاعل جيواقتصادي ناشئ، وفقًا لدراسة أجرتها مؤسسة جيوبوليتيكال مونيتور حول التحول الذي تشهده الدول الواقعة في غرب أفريقيا، والتي أكدت أن القيمة الاستراتيجية لا تكمن في الناتج الهائل بل في التوقيت والحوكمة ومرونة السوق".
وأضاف التقرير أن مشروع GTA الذي تشغله شركة BP إلى جانب شركائها Kosmos Energy وSMH (موريتانيا) وPetrosen (السنغال)، يمثل استثمارًا يتراوح بين 4.8 و5 مليارات دولار أمريكي تقريبًا للمرحلة الأولى، باستخدام تقنية التسييل العائم.
ونبه التقرير إلى أن "التنفيذ المحكم لمشروع GTA يوفر ميزة تنافسية، لا سيما بالمقارنة مع المشاريع في المناطق التي تعاني من عدم الاستقرار، مثل موزمبيق".
محفظة الخيارات:
ولفت التقرير إلى أن إمكانات موريتانيا في مجال الطاقة تتجاوز منطقة تورنتو الكبرى، حيث يُقدّر احتياطي حقل بير الله، الواقع بالكامل داخل المياه الإقليمية الموريتانية، بنحو 50 تريليون قدم مكعب، كما أن موريتانيا وبفضل مواردها الوفيرة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وساحلها الأطلسي الاستراتيجي الذي يقع على بُعد أيام من الأسواق الأوروبية، تَبني محفظةً استثماريةً في مجال الطاقة يُمكنُ أن تضمن لها مكانةً راسخةً على المدى الطويل في اقتصاد عالمي خالٍ من الكربون.
ستراتيجية أوروبية جديدة:
وأشار التقرير إلى أن الحرب في أوكرانيا أجبرت أوروبا على إعادة النظر سريعاً في استراتيجيتها لاستيراد الغاز، والتوجه إلى الولايات المتحدة والنرويج وقطر، وأذربيجان والجزائر لتعويض فقدان الإمدادات الروسية، مؤكدة أن أولى شحنات الغاز الطبيعي المسال الموريتانية وصلت في وقت تبحث فيه الأسواق الأوروبية بنشاط عن مصادر جديدة وموثوقة.
التحديات:
وكشف الموقع أن التحدي الأكبر الذي تواجهه موريتانيا هو ضمان أسواق مستدامة في عصرٍ لا تُقيّم فيه المصداقية بناءً على الكميات المُسلّمة فحسب، بل أيضًا على الامتثال لمعايير الانبعاثات والشفافية.
واختتم التقرير أن قيمة موريتانيا، بالنسبة لأوروبا - وهي سوق مستهدفة رئيسية - ستعتمد على قدرتها على الالتزام بمعايير انبعاثات الكربون المنخفضة والحفاظ على نزاهة العقود.