افتتح رئيس الجمهورية، رئيس الاتحاد الافريقي، محمد ولد الشيخ الغزواني، صباح اليوم الثلاثاء في قصر المؤتمرات ";المرابطون";، أعمال المؤتمر القاري - على مستوى الرؤساء- حول التعليم والشباب والتأهيل للتشغيل في القارة الأفريقية.
ترحيب:
وفي كلمته الافتتاحية، رحب الغزواني برؤساء الدول على حضورهم لهذا المؤتمر القاري حول التعليم المنعقد تحت الشعار ";التعليم وتأهيل افريقيا للقرن الواحد والعشرين";، معتبرا أن هذا الحضور المتميز يؤكد بقوة حرص القارة الافريقية دولا واتحادا على إحداث تحول نوعي في المنظومات التعليمية يجعلها من حيث الشمول والمرونة والجودة أقوى في التمكين للشباب والنساء، وأكثر ملائمة لمتطلبات التنمية وتغيرات العصر المتلاحقة.
المحور الأساسي:
وقال الغزواني إن التعليم هو المحور الأساس في بناء الأفراد والمجتمعات، وفيه تكتسب المعارف والمهارات وتتهيأ شروط التطور والنما للدول والشعوب، مضيفا أن الاتحاد الافريقي قرر جعل هذه السنة سنة للتعليم، معتبرا أن ما تعانيه أفريقيا من صعوبات جمة في رفع التحديات الجسيمة التي تواجهها اقتصاديا واجتماعيا وامنيا وبيئيا مرده في جزء معتبر منه، إلى عجزها عن بناء أنظمة تعليمية تضمن الشمول والجودة بنحو يرفع فعاليتها في إكساب المعارف والمهارات والتمكين للشباب من حيث التكوين والتشغيل تحريرا لطاقته الابداعية وليكون بحق قاطرة التنمية والإزدهار.
رابع أهداف التنمية:
وأضاف الغزواني أنه وعلى الرغم من ما بذل في سبيل النهوض بالتعليم إلا أن القارة الأفريقية لاتزال هي أكثر تأخرا على طريق تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة المتعلق بالتعليم، معتبرا أن ضعف نسب النفاذ إلى المدارس وتدني نسب الاستبقاء والنقص البينَ في البنى التحتية والمدرسين وفي الجودة عموما وفي محدودية استخدام التقنيات المعاصرة التربوية، هو في الغالب ابرز سمات المنظومة التعليمية.
معطيات:
وأشار الغزواني أن مستويات التحصيل العلمي في القارة، متواضعة اذ تبلغ نسبة الأطفال الذين يتجاوزون في نهاية المرحلة الابتدائية مستوى الاتقان المتوسط في مهارة القراءة 35%، وفي الرياضيات 23%.
وضع متفاقم:
وشدد الغزواني على إن هذا الوضع يفاقم باستمرار النقص الحاد في المدرسين حيث تقدر حاجة القارة من المعلمين سنة 2030، ب 17 مليون مدرس إضافي؛ يضاف إلى ذلك النقص الملحوظ في البنية التحتية والحاجة الماسة إلى تطوير المناهج والتوسع في استخدام التقنيات الرقمية كدعامات تربوية، كل هذا علاوة على ما نشأ عن الازمات الأمنية والاقتصادية والمناخية من تراجع في معدلات التمدرس والاستبقاء خاصة في صفوف البنات والفئات والمناطق الأكثر هشاشة.
أثر الأزمات:
وأكد الغزواني أن النزاعات والأزمات الأمنية أدت إلى إغلاق 9 آلاف و600 مدرسة، سنة 2020، وحرمان حوالي مليوني طفل من التمتع بحقهم في التمدرس، وتسبب ضعف منظومات التعليم والتكوين في نقص قابلية الشباب للتشغيل، وفي ارتفاع نسبة البطالة، معتبرا أن أبرز تحديات الشباب الذي هو الثروة الكبرى، ومحور رؤية تنفيذ أجندة 20 و63 وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
فرصة المؤتمر:
ونبه الغزواني إلى أن هذا المؤتمر القاري يتيح فرصة لتبادل الرأي بين أهل الإختصاص والخبرة حول أهم التحديات التي تواجه المنظومة التعليمية، من حيث مناهج التكوين، والقضاء على التفاوت والفوارق في النفاذ، وكذلك من حيث التمويل والشمول والجودة.
الآفاق والتطلعات:
وعبر الغزواني عن تطلعه في أن تنير مخرجات هذا المؤتمر الطريق الى تطوير آليات اكساب المهارات الاساسية واستخدام التقنيات المعاصرة ودعم جاذبية المدارس وأمنها وتأهيل المدرسين ودعم قدراتهم وتحسين ظروف عملهم ورفع مستويات الاستثمار في التعليم وتعزيز الشراكات البينية والمتعددة الأطراف لذلك الغرض.