قال الرئيس الدوري للاتحاد الأفريقي محمد ولد الشيخ الغزواني إنه تسلمه الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي صادف ظرفا دوليا وقاريا بالغَ الحساسية والصعوبة، لكنه في الوقت ذاته صادف اعتماد الخطة العشرية الثانية في سياق تنفيذ أجندة 2063، والتي تمثل الإطارَ العام للخطط التنموية متوسطة المدى للدول الأعضاء، والمجموعات الاقتصادية الإقليمية، ومختلف أجهزة الاتحاد الافريقي.
جاءت تصريحاتُ الغزواني في الجلسة الافتتاحية لقمة الاتحاد الأفريقي المنعقد في أديس أبابا.
اعتماد خطة العشرية:
وتابع الغزواني: ";وفي اعتماد هذه الخطة العشرية دلالة جلية على صلابة إرادتنا المشتركة في تحقيق تطلعات شعوبنا إلى قيام إفريقيا التي نريدها جميعا، مهما كثرت العوائق، ومهما عظمت التحديات، وإنها بحق لعظيمة. وقد كنت أوان تسلمي قيادة الاتحاد على أتم الوعي بحجم المهمة وحساسية الظرف.
تصاعد الأزمات:
ونبه الغزواني إلى أنَّ عالمنا اليوم تتصاعد فيه الأزمات المتنوعة، وتتسع فيه فضاءات التنازع، وتتكاثر بؤر التوتر بشكل هز علاقات الدول بعضها ببعض كما هز القيم والمبادئ التي تَأسس عليها النظام الدولي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.فبعد فترة من الهدوء، ومن انتعاش المنظمات الدولية، ومن الإيمانِ بعالمٍ أكثرَ سلامًا، تَصدعتْ المرجعياتُ وتلاشتْ الآمالُ بعضُها تلوَ البعضِ الآخر، وبدأت إعادة صياغة تدريجية للنظام الدولي، بنحو لم تتضح بعدُ معالمُهُ ولا مآلاتُهُ.
وضع إنساني استعجالي:
وشدد الغزواني على أنه ";ومنذ سنوات لم تتوقف، مع الأسف، إراقةٌ الدماء، ووجد الكثير من الناس أنفسهم في وضع إنساني استعجالي.وعرف العالم مستوي من العنف والهمجية لم يشهد له نظيرا منذ الحرب العالمية الثانية. وفي ما تعرضَتْ وتتعرَضُ له فِلسطينُ المحتلةُ أوضحُ مِصداقٍ على ذلك.
ويُعقِدُ هذا المشهدَ الدوليَ العامَ ويزيده قتامةً ما فشا في قارتِنا من حروبٍ ونزاعاتٍ وعنفٍ وتطرفٍ وإرهابٍ.
وضعية الجهود الإنمائية:
وأردف الغزواني: ";وإن لهذه الأزمات كلها، القاريِ منها والدولي، تأثيرا سلبيا عميقا على الجهود الإنمائية لقارتنا الإفريقية، التي تتشابك فيها أصلا تحدياتُ جسيمة، من قبيل الفقر والبطالة وضعف المنظومات الصحية والتعليمية، وهشاشة البنية الاقتصادية عموما، ناهيك عن الآثار المدمرة للتغيرات المناخية وتفشي الإرهاب والنزاعات المسلحة، التي تَنسف الأمن والاستقرار، وتفكك الأنسجة الاجتماعية، وتلحق بالغ الضرر بالظروف المعيشية للسكان. وقد التـــزمنا في خطاب اختتام الدورة 37 لمؤتمر رؤساء الدول وحكومات الاتحاد الإفريقي، بالعمل بجد على رفع مختلف هذه التحديات.
احترام لنظم الاتحاد:
وأكد الغزواني أنه عمل، طِوالَ فترةِ ولايتِه، في احترام تام لنظم الاتحاد ولتناسق وتناغم مؤسساته وكذلك في انسجام كلي مع المفوضية والمجموعات الاقتصادية الإقليمية والآليات الإقليمية، على مواصلة وتعزيز جهود السلام وحل النزاعات بالطرق التفاوضية السلمية، بِدعْمِنا ،
عودةٌ لتنفيذ قرارات مالابو:
وذكر الغزواني أنه وعلى الرغم من جهود الاتحاد والمجموعات الإقليمية وآحاد الدول الأعضاء، لا يزال قيامُ السلامِ الشامل والمستديم بقارتنا هدفا ينتظر التحقق. وإنني إذ أدعو إلى إلى تنفيذ القرارات الجريئة التي اتخذتها قمة مالابو الاستثنائية في مايو 2022 لَمُعْتقدٌ حقًا بضرورة مساءلة هيكل السلم والأمن الإفريقي، في اتجاهاتٍ أربعةٍ: التناغُمُ، واستدامة التمويلِ، والتفعيلُ والشمولُ، وكذلك من حيث ملاءمتُهُ لطبيعة التحديات الأمنية الراهنة والتغييرات اللادستورية الطارئة.
أساليب أكثر نجاعةً:
وأوضح الغزواني أن من شأن ذلك أن يتيح لنا فرصةَ استكشافِ أساليبَ أكثرَ نجاعةً في مواجهة تحدي السلام والأمن والاستقرار بإيجاد الآليات المناسبة التي تمكن من الحل السلمي للنزاعات. وهو ما يشكل في الوقت ذاته واجبا أخلاقيا ومسؤولية جماعية.
ونحن في هذا السياق بحاجة لجهود كل منا وجهودنا مجتمعين في هبّةٍ عامة ضمن جُهدٍ جماعيٍ منسقٍ وشاملٍ لرفع هذا التحدي.
عناية بالأجندة التنموية:
وتحدث الغزواني عن بالغ العناية بالأجندة التنموية طوال مأموريته وبسعيه المستمر لحشد المزيد من التمويلات لتلبية الحاجات التنموية القارية المتعاظمة، وذلك من خلال تنظيمنا أو مشاركتنا في العديد من القمم.
تجديد الموارد:
وأضاف الغزواني أن جهود الدعم والمناصرة هذه أسفرت عن تجديد موارد المؤسسة الدولية للتنمية بمستوى غير مسبوق وصل 100 مليار دولار.كما شاركنا في أعمال القمة الأفريقية - الكورية، وحصلنا خلالها على زيادة كبيرة في الأموال الكورية الموجهة نحو المساعدة الإنمائية في أفريقيا، والتي ارتفع حجمها من 5.5 مليار دولار إلى 10 مليار دولار علاوة على مبلغ 14 مليار دولار مخصصة لتمويل الصادرات، دعما للشركات المستثمرة في قارتنا. ينضاف لذلك ما أسفرت عنه النسخة الرابعة من قمة التعاون الصيني - الإفريقي على مستوى الرؤساء، من إعلان تخصيص جمهورية الصين الشعبية 50 مليار دولار لدفع عجلة التنمية في قارتنا.