عاجل

الغزواني وفاي يدشنان تصدير الغاز الطبيعي المسال

ولد السعيد: خطاب الغزواني في بريكس كان شاملا وجامعا

ولد السعيد: خطاب الغزواني في بريكس كان شاملا وجامعا

قال الأكاديمي والوزير السابق محمد يحيى ولد السعيد إن خطاب رئيس الجمهورية، الرئيس الدوري للاتحاد الأفريقي محمد ولد الشيخ الغزواني، أمام قمة ";لبريكس"; يأتي في إطار الاستراتيجية الناجعة التي يتبناها رئيس الجمهورية من أجل القيام بأدوار دبلوماسية نشطة في سبيل تحقيق التنمية والتطور في القارة الأفريقية، ودول الجنوب العالمي بشكل عام. جاء ذلك في مقال ولد السعيد نشر في العدد رقم : 13102 من جريدة الشعب الصادرة عن الوكالة الموريتانية للأنباء. حدث متكرر: وأضاف ولد السعيد أن الغزواني دأب منذ استلامه مقاليد الرئاسة الدورية للاتحاد الفريقي، على أن يتخذ من المحافل الدولية منابر لبحث قضايا القارة، وإيصال مشاكلها إلى العالم، وإبراز الجهود الحثيثة التي يقوم بها من أجل الرفع من مستوى التنمية، وتوفير الأمن والاستقرار، وتعزيز السلام في مختلف ربوع أفريقيا والعالم. ديناميكية موريتانيا: وأكد ولد السعيد أن الخطاب يأتي أيضا في سياق الديناميكية الفاعلة التي تشهدها موريتانيا على الصعيد الدولي، سواء على مستوى الاتحاد الأفريقي، والجامعة العربية، أو في أروقة الأمم المتحدة، وما مشاركة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني في الدورة ال 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة إلا خير دليل على ذلك؛ حيث سمحت بمزيد من التمكين للدبلوماسية الموريتانية في الخارج، وعززت من مكانة موريتانيا في الأمم المتحدة، إذ ترأس صاحب الفخامة اجتماعا حول المناخ وآخر خاص بالأوبئة في إفريقيا. وأشار ولد السعيد إنه مواصلة للدور الرائد، وسيرا على نفس النهج، اختار رئيس الجمهورية في خطابه بمناسبة الدورة الـ 16 لمجموعة بريكس، المنعقدة تحت شعار التعاون المتعدد الأطراف: من أجل أمن وتنمية عادلة دوليين، أن يوصل عدة رسائل بارزة، أهمها: تحديث الحكامة الدولية: وذكر ولد السعيد أن الغزواني أكد على أن قيام الاستقرار والأمن الدوليين، بنحو مستديم، يستدعي مراجعة منظومة الحكامة المالية والسياسية الدولية، لأن الأولى تعد ضمانا لمزيد من التنمية والتطور والرفاه، وباعتبار الثانية مناط تحقيق الأمن والسلم الدوليين، وهو ما يقتضي مزيدا من تضافر الجهود، وإتاحة الفرص لجميع الدول من أجل حضور فاعل وقوي يتناسب مع تطلعاتها، و أدوارها المفترضة، للمساهمة الناجعة في تحقيق نظام عالمي عادل. ولفت ولد السعيد إلى، رئيس الجمهورية، ربط بحكنة وذكاء، بين شعار الدورة الحالية لمجموعة لبريكس، ومتطلبات التحيين للحكامة الدولية؛ حيث أكد أن ذلك يستدعي أعلى مستويات التضامن الدولي والتعاون المتعدد الأطراف، كما يتطلب احتراما صارما للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني؛ إذ أن منظومة الحكامة السياسية الدولية في صيغتها الراهنة، يطبعها الكثير من الحيف والكيل بمكاييل متفاوتة، غالبا على حساب الدول الأكثر ضعفا، والأقل نموا. إيقاف مجازر إسرائيل: وأوضح ولد السعيد أن رئيس الجمهورية، الرئيس الدوري للاتحاد الأفريقي انتهز هذه السانحة ليجدد مطالبة موريتانيا بإيقاف المجازر الوحشية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين ولبنان، معتبرا أن ذلك نتيجة متوقعة لازدواجية المعايير، والتصامم عن القيم الإنسانية الجامعة، والقرارات والمعاهدات الدولية. مقاربة التنمية الشاملة: وشدد ولد السعيد على أنَّ الغزواني يرى أن التضامن والتعاون متعدد الأبعاد، هو الضمان الوحيد لتنمية شاملة ومستديمة، وهو السبيل الأوحد لحل مجمل قضايا الأمن والسلم الدوليين، حتى ننعم بعالم أكثر عدلا وتوازنا، وتمثيلا للدول الأقل نموا، وهو ما دفعه إلى المطالبة بمنح القارة الإفريقية مقعدين دائمين في مجلس الأمن، لتمكينها من إسماع صوتها وضمان مراعاة أولوياتها في الأجندات الدولية. تنمية الاتحاد الأفريقي: ونبه ولد السعيد إلى أنَّ الغزواني بوصفه الرئيس الدوري للاتحاد الأفريقي اختار أن يكون واضحا وصريحا؛ حيث أكد على مجموعة من النقاط من أبرزها: أن الاتحاد الأفريقي يتبنى مقاربة تنموية شاملة ومستديمة، في مختلف المجالات، رغم ما يعترضها من تعثر وبطء، مرده –في الأساس- لأسباب خارجية، وضرورة بعث ديناميكية جديدة، في التعاون المتعدد الأطراف والتضامن والتآزر الدوليين؛ مما سيساعد في حل مشكل التنمية في القارة الأفريقية، كما أن من الصعب على الدول الإفريقية استغلال فرصها الإنمائية الكبيرة، وتحرير إمكاناتها الهائلة، لصالح التطور والنماء مع استمرار مشكلة المديونية التي تعيق بقوة جهودها التنموية، ونظام المساعدة العمومية للتنمية القائم الذي أثبت قصوره عن تحقيق الأهداف المبتغاة منه. وأورد ولد السعيد أن الغزواني يرى أن ضعف تمثيل القارة في المؤسسات المالية المتعددة الأطراف، لا يتيح لها ضمان مراعاة الأجندة الدولية لحاجاتها الإنمائية الملحة، خاصة ما يتعلق منها بالبنى التحتية الداعمة للنمو، ونقل التكنولوجيا، وتعزيز المنظومات التعليمية، والتقنيات الجديدة. ميثاق جديد: واستعرض ولد السعيد دعوة الغزواني إلى استحداث ";ميثاق جديد لتمويل التنمية";، يكون أكثر مرونة واستدامة ويضمن للدول الأقل نموا نفاذا سلسا، ومنصفا لتمويلات تناسب أولوياتها، وهي فكرة نوعية، تنم عن مدى فهم صاحب الفخامة لمشاكل القارة، وبخاصة في مجال التنمية، وأنه يمتلك الرؤية الثاقبة لتجاوز مختلف التحديات، سواء على المستوى الاقتصادي أو السياسي أو الأمني، وإيجاد حلول ناجعة لمختلف المشاكل المطروحة. تعزيز مكانة موريتانيا: وشدد ولد السعيد على أن من أبرز الرسائل التي يبعثها خطاب صاحب الغزواني من على منبر مجموعة لبريكس هو إبراز صورة ناصعة للجمهورية الإسلامية الموريتانية في المحافل الدولية؛ حيث قادها الغزواني بحكمة وروية واتزان لتكون فاعلة في المشهد الأفريقي والدولي بشكل عام، فأصبحت معلمة ومنارة في التعامل مع النزاعات الأقليمية من خلال تدخل دبلوماسي ناجع، ولعب دور الوسيط الفاعل. مؤشرات من جولة الغزواني: وتحدث ولد السعيد عن الجولة التي قام رئيس الجمهورية في الآونة الأخيرة، من أجل نقاش الملفات الكبرى لدى القادة الأفارقة، وقيادة جهود الوساطة في مالي وليبيا، مشيرا إلى أنها خير مؤشر على ذلك، فقد شارك صاحب الفخامة في القمة 19 لمنظمة الفرانكفونية والتي استضافتها باريس، كما شارك في مدينة هامبورغ الألمانية في مؤتمر للاستدامة، قبل أن يلتقي المستشار الألماني فرانك فالتر شتاينماير في برلين، وفي مدينة أبيدجان بالكوت ديفوار شارك –أيضا- في قمة مخصصة لتنمية إفريقيا، قبل أن يصل إلى العاصمة الليبية طرابلس في محاولة لتفعيل عمل لجنة الاتحاد الأفريقي رفيعة المستوى بشأن ليبيا في إطار نداء برازافيل من أجل تسريع عملية السلام والمصالحة في ليبيا. الرؤية الثاقبة للغزواني: وأكد ولد السعيد على خطاب الغزواني في بريكس أبان عن رؤية قيادية ثاقبة تدرك أهمية التعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين في تعزيز السلام والاستقرار العالمي، وفق نظرة وعلاقات متوازنة بعيدة عن العاطفة والتحيز، ولعلها السمة الجلى التي يشهد بها الجميع لرئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، داخليا وخارجيا؛ حيث طالما نبه إلى أن هشاشة الوضع السياسي والأمني في مناطق متعددة من القارة الأفريقية، يراد له أن يستمر، حتى تتعزز فكرة ";الأمن المستورد";، وتبقى اليد الطولى للدول الكبرى والتحالفات الأمنية الإقليمية؛ مما يسمح باستمرار النفوذ والتدخل في الوقت والمكان المناسبين. مقاربة عقلانية: وتابع ولد السعيد: قد طالب الغزواني في أكثر من مناسبة، وعلى أكثر من منبر دولي بانتهاج مقاربة عقلانية تبرز ضرورة التفكير الجدي في وضع استراتيجية جديدة، ترتكز على تثمين الإمكانات المحلية للدول الأفريقية والاستثمار فيها، وتغيير سرديات الاستعمار الجديد، و تفكيك التراتبية الواهية بين الدول النافذة ودول القارة؛ من أجل تحقيق استقرار مستدام وفاعل. خطاب شامل: وخلص ولد السعيد إلى أن إن خطاب رئيس الجمهورية، كان خطابا جامعا مانعا ماتعا، تحدث عن أبرز القضايا التي تحتاج القارة الأفريقية والجنوب العالمي إلى نقاشها، مبرزا مقاربات ناجعة، سيؤدي تطبيقها إلى تسوية جدية، وتنمية مستدامة وشاملة، بغض النظر الاستقطاب والتجاذب الدوليين، وما تمارسه مختلف الأطراف الدولية الكبرى من إغراء أو استمالة تسعى من ورائه إلى تحقيق مصالحها الاستراتيجية الضيقة، وتعزيز نفوذها في القارة الأفريقية. بعيدا عن التجاذبات: وختم ولد السعيد بأن رئيس الجمهورية يحرص دائما على أن تبقى الجمهورية الإسلامية الموريتانية، رائدة في مقارباتها، وتعاملها الحكيم مع جميع اللاعبين الدوليين، وأن تستفيد من علاقاتها الحسنة مع مختلف الأطراف، وتنأى بنفسها عن التجاذبات الضيقة، و كل ما من شأنه أن يزيد من التوتر والتصعيد.